جميعنا إعلاميون - موقع الكاتبة عائشة العتيبي

أرشيف المدونة الإلكترونية

إعلان اعلى المقالة

إعلن هنــــا

الثلاثاء، 8 ديسمبر 2015

جميعنا إعلاميون


رابط الصحيفة.. http://www.makkahnewspaper.com/makkahNews/blogs/152068#.VmY8lNIrLIU
لم يعد أمر الستر والغض من الأمور المتعارف عليها الآن! فأمر الستر غاب وبشدة عن الأنظار والكل يسعى، إلا من رحم الله منهم، خلف الفضيحة ولفت أعين الناس، وفي الأغلب الساتر منهم هو الفاضح.
وحين ذكر نبينا، صلى الله عليه وسلم، هذا الحديث الذي اقتبست آخره لأهميته، حيث قال فيه: (... ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة)، من منطلقه يستلزم علينا في جميع الأحوال ستر ما اقترفه غيرنا من معاص وذنوب، الستر أتى هنا بمعنى غض البصر وكف اللسان عن ذكر ما أصيب به غيرنا من ابتلاء، فإذا رب السماوات والأرض ستره فمن نكون كي نسارع بالفضيحة‘ أليست جريمة في حقه؟.. ونحن لا نبالي ونفضح ما ستره الله عليه.
تذكر جيدا أن الحياة متلاطمة الأمواج، فما تراه في غيرك قد تفعله أنت في الغد، فكلنا نخطئ ونسيء.
لكن ما نراه في هذا الزمن أن البعض منا يسارع في نشر فضيحة أو صورة خادشة أو شائعة للاعب الفلاني أو شخصية معروفة أو ممثل أوغيرهم من المشاهير، هدفه من كل ذلك تشويه سمعته وتشتيت الناس من حوله وزرع روح التعصب لمن أحبه وسانده.
وقد يحدث بسبب ذلك صرخة إعلامية الكل في غنى عنها، وليست أهلا إلا للفرقة وغرس الحقد بين الناس.
للأسف وبكل شفقة فالبعض من الإعلاميين يعملون على إثارة التعصب ونشر العبارات المستفزة لكي يشتد الخلاف، ويعتقدون أنهم بهذا أخلصوا في دورهم الإعلامي، وهم ليسوا إلا ألسنة تتحدث في هواء ملوث.
الإعلام رسالة، وحتى تكون أهلا لها يستلزم نشر ما هو نافع ووضع ما هو مفيد، فماذا بعد رسالة الإعلام نكون؟ «فلسانك أمانة وعيناك كذلك» وسوف يراها من حولك، بل يظهر صدق إخلاصك بما تحمل من عبارات هادفة وإيجابية لا تعصب وفرقة، الإعلاميون والمثقفون قدوة لمن خلفهم، ومسؤولون عما يقدمونه ويكتبونه، وبما يعبرون عنه من آراء وحلول ومشكلات. من منا لا يستطيع الآن ترك رسالة بهاتفه ولا يسارع في نشرها لأنها لا تحمل إلا شائعة أو تعصبا ونحو ذلك، أنا أستطيع.. هل أنت تستطيع؟! جميعنا إعلاميون وقادرون على بث ما هو مفيد ونافع، ونستطيع أيضا أن نغلق أعيننا عما يقدمه المثبطون.. وبكل صراحة كلنا قادرون، لأن الستر يلزمنا جميعا وحق يفرضه ديننا علينا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان أسفل المقالة

إعلان متجاوب هنا

المتابعون

https://aishaalotibi.blogspot.com/. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Powered By Blogger

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *