هطلَ المطر ذات ليلة و ابتهجَ جميع من حولِي إلا أنا فلم تكن هذه الليلة كما كنتُ أرغَبُها..! نعم أُحبُ المطر ولم يكن هذا ما يرُبكني بل ما كنتُ أخشاهُ هو رؤيةُ السماء بلون ليس بلونها المُعتاد المُحملةَ بغيومِها البيضاء المُبهجة لقد اختلف الأمرُ كثيرًا ، كم أخشى الرياحَ القوية و الحروبُ الغامضة و النبراتُ الحزينة و السماءُ السوداء و الأصواتُ المرتفعة و الأماكنُ المزدحمة ،وكل ما أخشاهُ الآن السلام الداخلي الذي قد يُدرِكُه الغياب ذات ليلة ، لقد قالوا الغربة هي غربة الأوطان ولكن أرى الغربة أيضًا في غيابِ السلام الداخلي و إثارة الحروب الخامدة منذُ أن توقفت عن قرع طُبولها للحظة لم تشتعل إلا نيران النفس البشرية تُمثل السلام كل يوم و لا تُدرِكُ حقيقةَ السلام الداخلي فتضَعفَ بينها وبين ما تراهُ من حقيقةٍ ، فكيف باِبتِعادِ الروح عن الجسد و اِبتِعادُ الحياة عن الحقيقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق