هنا لقراءة المقال من صحيفة مكة
قد يختلفون بالرأي أو القرار و يبقى المنهج من الأولويات الأساسية لديهم ، يعبرون عن الرأي ولكن لا يخرجون حدود الشريعة و يفكرون بالمنطق أكثر من اهتمامهم بالرغبات ، أفكارهم واضحة و تعاملهم يندرج تحت السماحة و الحكمة و كذلك أهدافهم تدعى بالوسطية و الاعتدال ، من يخرج في غير هذه الحدود يعتبر جاهلا في فهم الإسلام و عدالته و مساواته و منطقيته ؛ بعض الأفكار تحمل تيارات فكرية عدوه لأهل السماحة و بالحقيقة هي مسميات و أفكار و مفاهيم لم ينزل بها الله من سلطان تحارب أهل السنة و الجماعة، و يدعون بالمعرفة و العلم و المكانة و يعلمون الناس ما هو الحرام و ما هو الحلال ، و ما هي السنة و الحكم ،و تركيز وتسليط ضوء عندهم على اجتهادات العلماء و علمهم ، مدعين بأنه إجحاف لحقوق الأمة و نزع لحريتها و هميانتها و أنهم لا يفقهون و لا يعلمون و لا يفرقون بين الحديث النبوي الصحيح و المبتدع ليس لأجل تصحيح الخطأ بل لنشر العنصرية و الضياع ،و يرونهم مجرد رواة نقلوا الأقوال في زمن غادره النبي مشككين بما يكتبونه و ينقلونه للأمة ..أيعقل هذا ! إذًا ما الذي سوف يستفيدونه من محاربتهم و الهجوم عليهم .
نحن نعلم و نقدر حجم ما يفعلونه العلماء و اهتمامهم بالأحاديث و أن حدث خطأ فهناك أهل الاختصاص بمجاله و الموكلون به و القائمون على جمعه و فرزه و تدقيق عليه و استخراجه ، إذا ما فائدة من الهجوم على العلماء الأجلاء و أصحاب العلم و المكانة ؛ هل لأجل اتباع الهوى و نشر الضلالة أم لجعل الناس أكثر حرية و بجاحة، أو لكي تخبرونا بأنكم نوابغ للعلم و المعرفة و حتى و أن كان لكم علما و مكانة فأين الأدب و التأدب و أسلوب النضج و النباهة.
التهكم و الهجوم على الشخص بعينه دون ما قام به من تصرف و فعل يعتبر تسلطا و شرا و ضلالة إن لم يعجبك العالم بعلمه فلم يتعلم هو لكي ينال على إعجابك و يشبع قريحة شعورك و يراعي هواك و أسلوبك ، بل كان يريد ما عند الله و إخلاصا منه للرسالة كما يرضاها الله و نبيه ،فرسالته نشر النور و المعرفة و الطمأنينة و الارتياح و سماحة الدين و بساطة منهجيته، فالتحدث و الإفتاء في أمور كبيرة و الطعن في سلامة و صحة ما جاء به العلماء و أصحاب الاجتهادات و الرواة هو ليس إلا ضياع لأمة الإسلام و تشتت لعقيدته و خلق الأحزاب و الفرقة و العنصرية ، فنحن مسلمون بعقيدتنا و قيمنا و منهجنا الخالي من الاعوجاج و الفوضى و العشوائية ، دع ما يربيك و لا تنشغل بما يقال لك و بما تسمعه من اتباع الهوى و أعداء الحرية الحقيقية ،و احفظ سلامة تفكيرك و قيمة عقلك ،و اتخذ منهج النبي محمد صلى الله عليه وسلم- دليلك و مرجعك و وجهتك الأولى لأنها الأمان الحقيقي للعيش في حياة أفضل تستحق أن تنعم بها ؛ فقد جعله الله عز و جل خاتم الأنبياء و المبعوث رحمة للعالمين ، فلا حلال إلا ما أحله الله و لا حرام إلا ما حرمه ولا دينا إلا ما شرعه ؛فقد أخبرنا الله باكتمال الدين فقال تعالى مبشرا على لسان نبيه :(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) [المائدة:3].
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق