هنا لقراءة المقال من صحيفة مكة
تخيل أنك تعيش في فرض من الخيال وتبحث عن ذلك في أرض الواقع، وتجد حقيقة الواقع في أعمق تفاصيل الخيال، وتبحر وحيدا في معالم تستند على مبدأ الواقعية عند مشهد حقيقي يرسم من نهج الخيال بصورة ذهنية واقعية، فعند رسم الخيال ووضعه داخل مبدأ وإطار واقعي يثبت لنا هنا دور حقيقة الواقع المعزز الذي يدخلك من بوابة العالم الواقع الافتراضي، وتشهد من خلاله على فاعلية الواقعية ومشهده المصور والذي يجعلك تعيش على أرض الواقع بصورة طبيعية افتراضية، وفعلا هذا ما قد سوف يحدث في العوالم الرقمية الحديثة، وإمكانية اتساع هذا الفضاء بعالم افتراضي جديد معزز بتقنيات مطورة ومحاكاة حقيقية ومثبته باسم «الميتافيرس وهو عالم افتراضي جديد».
وجاء في بيان لنيك كليج نائب الرئيس للتخطيط والعلاقات العامة في فيس بوك أن الشركة تتعاون مع آخرين لتطوير «مرحلة جديدة من التجارب الافتراضية المترابطة باستخدام تقنيات مثل الواقعين الافتراضي والمعزز» أو بما يعني»ميتافيرس»؛ وهو مصطلح يستخدم لوصف العوالم الرقمية التي يمكن أن يتفاعل فيها العديد من الأشخاص في بيئة ثلاثية الأبعاد، وذكر في البيان: «إن الميتافيرس لديها القدرة على المساعدة في إتاحة الوصول إلى فرص إبداعية واجتماعية واقتصادية جديدة».
تخيل معي أنك سوف تسافر دون تذكرة سابقة ودون تكلفه، وتخيل معي أنك سوف تلتقي بأشخاص قريبين منك شخصيا دون موعد ولقاء محدد وحتى دون عناء لقطع مسافات الأميال لكي تلتقي بهم وتصل إليهم، وتخيل أنك ترى ذلك اللقاء ونقطة الالتقاء عبر نظارة تضعك في واقعية افتراضية جديدة وتمنحك فرصة أخرى.ربما هذه الفكرة سبق أن تطرق لها الكثير من العلماء حول العالم سابقا وأدركوا فهم مضمون تلك الفكرة، ولكن الذي لم يفهم لحد الآن هو كيف يكون ربط كل ذلك في شبكة إنترنت تسهم في إيجاد توازن بين حق المليارات من الناس في حرية التعبير وبين بيئة آمنة للمستخدمين، إذا سرعة وصول الإنترنت في العصر الجاري هو اختيار أقرب زمن تصل به وتعتبر مرحلة تكنولوجية ومنفذ جديد ومطور ومعزز أكثر من سابقه من حيث الإمكانات والتطوير التقني، وتعيش كل هذا الخيال وبضغطة زر ينقلك إلى أرض الواقع «الافتراضي».
والتواصل الاجتماعي خلال السنوات الخمس القادمة سوف تنطلق من أعمق نقطة وتصل بنا نحو التواصل في الواقع الافتراضي من جديد وبمنظور آخر مختلف غير معروف سابقا يدعو باسم (ميتافيرس) الذي سوف يحدث نقله نوعية جديدة في عالم الاتصال وشبكة المعلومات.
وتهدف شركة الفيس بوك تطوير وبناء شبكة إنترنت ضخمة تحقق قيمة الاتصال وسرعة البيانات وتعزيز تطور التكنولوجيا، والتي هي تسعى حاليا في توفير وظائف لعشرات الآلاف لذوي المهارات العالية داخل الاتحاد الأوروبي وتضع تحت كل شخص وظيفة تسهم وتعزز من تطوير هذه الخطة والتقنية الحديثة، وتعتقد الشركة بأن الميتافيرس لديها القدرة على المساعدة في إتاحة الوصول إلى فرص إبداعية واجتماعية واقتصادية جديدة، فهذه أبرز الخطط القادمة للشركة مع إيضاح استراتيجية عملها.
بعض الذين ليس لهم في التكنولوجيا معلومات وخبرة كبيرة قد يبدو لهم بأن الميتافيرس وكأنه نسخة منقحة ومعالجة من الواقع الافتراضي فقط، ولكن البعض يعتقدون أنه قد يصبح مستقبل الإنترنت، فبدلا من الجلوس أمام جهاز كمبيوتر، ربما كل ما سوف تحتاج إليه عند الاتصال بالميتافيرس هو نظارة أو جهاز يوضع على الرأس لكي تتمكن من دخول عالم افتراضي يربط بين مختلف أنواع البيئات الرقمية، إذا.. هل فعلا سوف يأتي يوم ما ونستغني عن هواتفنا الحديثة!.. ونلقي بالأجهزة اللوحية الذكية والحاسوبية بعيدا؟، بل إن هناك ثمة اعتقادات بأن مقارنته بالواقع الافتراضي ربما يشبه مقارنة الهواتف الذكية بالجيل الأول من الهواتف المحمولة الضخمة التي أنتجت في ثمانينيات القرن الماضي، إذا ربما يأتي يوما ما ونستغني عن كل ذلك، لأننا نعيش في صراع بين حداثة التكنولوجيا ومرور الزمن وبين الأجيال القادمة ومواكبة العصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق