هنا لقراءة المقال في صحيفة مكة ماذا لو كنت ذا فكر سليم وحكمت بما تراه عينك واخترت كلمات تناسب الموقف ونطقت الحق بصوت عال دون تردد وخوف، المجتمع هو المنبر المستمع إليك الذي يجب أن يراعيه كل شخص يود أن يظهر بفكرة أو نصيحة لمن أمامه، المجتمع قرار يجب أن يتحمله كل من يريد أن يعيش تحت سقفه وبين رأيه ومحيط فكره، فالشغف يدور حول ما تتمنى فهمه وتجربته وأساسه هو المجتمع وقوامه حدود عقلك، فما تراه بداخلك يختلف عما يراه غيرك، فلكل فرد منا بعد ومنطق وحدود.مسألة أن العمر هو من يحدد مدى فهمك وحدود عقلك ومدى نضجه غير صحيح، فربما نجد البعض في سن كبير إلا أنه يخطئ في اختياراته وتصرفاته وسلوكياته، وقد يكترث على نفسه في أن يرى خطأه صوابا لسبب أنه إنسان واع ومحق وصاحب خبرة وعاش كثيرا وبلغ من العمر مبلغه، وهذا لا يعني أنه شخص واع وصاحب فهم في أمور حياته؛ فالذي لا يصحح ويتعلم من أخطائه ويستفيد من تجاربه لا يمكن أنه يصل لمرحلة الفهم والنضج في هذه الحياة.من يرى أن العمر يحدد درجة العقل فهو مخطئ ومن يرى المدة الزمنية كافية للفهم فهو لم يجرب ويستفد بعد من أرقامه العمرية السابقة، كل درس في الحياة هو يعد نضجا مبكرا، فقد يتعلم أحد ما في سن صغير بسبب صفعة قوية أتت من تجربة فاشلة أو موقف متعمد جعله يشعر بشعور الخيبة فسقط دون يد حانية تمسك به وتعيده للنهوض مجددا.الحياة هي من تعطي دروسا دون موعد محدد ودون طلب مسبق، بل كلما كان الشخص يتعايش مع محيط المجتمع أكثر كلما وجد درسا جديدا، لكن ما مدى الاستفادة من تلك الدروس حتى نطلق على الشخص بأنه ذو نضج ووعي؟ حيث الاستفادة هي في التعلم ثم الفهم ثم عدم التكرار والحذر في كل مرة.غير صحيح حين تطلق على من أمامك بأنه ذو فهم وإدراك بسبب مكانته الاجتماعية مثلا أو لخبرة سنه؛ فما زال هناك الكثير من أمور الحياة لم تجرب بعد ؛ حيث إن التطور يعتبر تجربة جديدة، وفهم الحرية يعتبر إدراكا، والفشل خطوة من خطوات النجاح، والمواقف تعد درسا من دروس الحياة، فنحن لم نجرب كل ذلك بعد، ربما في مرة سقطنا دون أن ندرك إلا عندما شعرنا باهتزازة مفاجئة من تحت أقدامنا وانحناءة بها استقامتنا وارتجفت منها أناملنا حينها صعب تفكيرنا وضعفت قدرتنا من صفعة بعض تجاربنا، فلا بد أن نتعلم قبل أن نفهم، لأن العمر مجرد رقم وليس درجة يحدد فيها قيمة الاتزان والوعي والنضج.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق