هنا لقراءة المقال من صحيفة مكة
لحظات من أعمارنا تمضي دون أن نشعر، لحظات من أوقاتنا تضيع دون أن ندرك قيمتها، الكثير من اللحظات نجعلها عائقا وعثرة وقد تكون هي الفرصة والإنجاز، نعض أصابع الندم مع كل خيبة وخسارة وننسى بأن الحياة بحاجة لصبر وإتقان أكثر، الأمور التي ترهقنا وتفسد راحتنا نضعها في أعلى القائمة ونبالغ في حلها ونستصعب مرورها؛ فلم نتعلم كيف نتجاهلها ونضعها في قائمة جانبية ولا ننظر لها إلا لمرة واحدة، نحن نكترث على أنفسنا بشكل قوي وصامد ولا نضع أنفسنا تحت مظلة الخطأ وارد وأن تصحيحه مطلب أساسي، لحظات تمضي لكي تأتي لنا لحظات أخرى نستغلها بأمور أفضل لعلها تشكل لنا مكسبا كبيرا ومصدر إدراك وفهما فهذا هو المأمول.
الدنيا لم تخلق في ليلة واحدة بل الله استغرق وقتا في خلقها وإتقان ذلك وتعالى الله رب العالمين عن الخطأ والتشكيك، فالله أوجد لنا الحياة حتى نشعر بأن كل ما نريده مسخر ومهيأ لنا بكل التفاصيل والمقومات وأن ما ينقصنا هو بسبب ما نفعله لأنفسنا، ووضع لنا منهجا واضحا وصريحا، وشرع لنا أحكام الدين وعالج معظم قضايا حياتنا من خلاله فمازال الاتزان فيه مطلبا مهما وغاية أساسية حتى نصبح في بيئة يعمها الاعتدال والإنصاف ولن يضيع فيه لصاحب الحق أي حق، هكذا هو أسلوب ومنهجية العدالة الربانية، لكن الخطأ أننا نبالغ في أمور حياتنا ونفرط في فهم ما حولنا.
كل ما حولنا يدعونا إلى التأمل والإدراك بأن الوقت هو العامل الأساسي فيه، وأننا نستطيع أن نتوقف ونصبر حتى لو للحظة واحدة ونستعيد من خلالها قوتنا وطاقتنا، ونستوعب بأن مع الصبر والعمل نحصد ناتج ما نريد وليس هناك أمور تأتي تماما كما نبغي ونريد؛ فكل فرصة تأتي تحتاج تفكيرا وزمنا محددا حتى تتضح، وكل سعي يحتاج إلى تعديل وعمل لكي نصل إليه بأمان وإنجاز، ثم إن النجاح لا يأتي إلا بالسعي والإنجاز لا يأتي إلا بالعمل.
دعونا نتأمل قليلا وندرك أن الوقت هو أول عامل مهم في الوصول حتى تتضح أفكارنا ومهامنا بصورة تفاصيله ثم نبذل قصارى جهدنا لتحقيق ما ينبغي تحقيقه وننتظر لمدة زمنية معينة كي نرى ما يمكننا تحقيقه من تطلعات وأفكار وحلول ومسؤوليات، التفكير والتأني نموذجان لابد العمل بهما عند ما تريد تحقيق الإتقان والإنجاز، إذن كن صاحب قرار واضح وصريح حتى تصل، وصاحب تأني وصبر حتى تكتشف ما يمكن إصلاحه، ثم إن التأني والصبر هما ناتج ما يحصده مرور الوقت؛ لذا دع التسرع والمبالغة حتى لو للحظة واحدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق