هنا لقراءة المقال من صحيفة مكة
المسألة لم تعد أخوية ومجاراة كلامية وسياسة منطقية، بل أصبح الوضع تحديا صريحا وفلسفة معقدة، يدعون المثالية وهم أقل، هذا ما تعكسه تصرفاتهم وسلوكياتهم مع من هم أقل منهم، مدعين بأنهم الأفضل والأجدر والأفهم في آن واحد؛ لكن الحقيقة غير ذلك ربما النقص الذي بداخلهم هو ما أجبرهم بفعل ذلك أو قد يريدون لفت النظر والانتباه إليهم لأنهم كالهامش في أسفل ورقة لا يكتب بها أي شيء ولا يمكن الاستفادة منها.
إظهار الحقائق التي يخفونها أمر مخيف والسعي لاكتشافها طريقة غير لائقة، فقد نمنع الإفصاح بها لأننا نخشى من معرفة أشخاص بهذا السوء، أو نتجاهل كشف الحقيقة كي نحبهم ونعتقد بأنهم بجانبنا دائما، لا نتمنى الخذلان والتجاهل بل سنفضل الوقوف بينهما فهو الأمر الأسلم بالنسبة لنا حيث لا نثق بهم حتى لا نخذل ولا نسعى في اكتشاف حقيقتهم حتى لا نتجاهل حقيقتهم المرة ولا يغيرون بذلك من صفاء نفوسنا وسلامة قلوبنا.قد نجد أعلى نقطة يرونها بنا دون أن ينظروا إلى ما بداخلنا من البناء والترميم الذي قمنا به؛ فيحكمون علينا بما يرون هم وليس بما يميزنا ويظهرنا، يحكمون على طريقة تحدثنا أو ربما تصرفنا العفوي أو بأقل تقدير بسبب اعتذار قدمناه إليهم فتجدهم يقولون عنك بما ليس بك ويلقون بنفسك الندامة بسبب ما قدمته لهم من اعتذار، سوف تنظر إليهم وتجدهم في أعلى منحدر، نعم أعلى منحدر لأن العلو الذي بهم هو المنحدر الفعلي الذي يتجهون إليه، نعم أعلى منحدر لأن تفكيرهم لم يكن بأعلى قمة بل بأعلى منحدر نظرتهم تجبرهم على النظر من الأعلى إلى الأسفل كالجرف الهائر، هو من سينهار بهم أولا ثم بمن يتبعهم من قليلي الحلية وضعفاء النفوس.العلو المبالغ به والنظرة الجادة والمسار الموجه دون وجهة واضحة، هي من توقع صاحبها حتى يرى ويظن أنه في أعلى قمة، ولكن في الحقيقة هو في أعلى منحدر يجعله يصفق لغيره ويبرر أخطاءه بأفعال ليست له، ويفضل منافسة الشرفاء الذين يفضلون نظرته بزعمهم شرفاء، وأنهم هم من في القمة العالية وهم العقلاء الحقيقيون ومن ينحاز إليهم وينافسهم فقط والبقية ليسوا سوى مجانين ويعيشون حياة لا يفهمونها، هذه هي نظرية في أعلى منحدر، ثم السلام لمن أعرض عنهم وتجاهل حقيقتهم واختار عقله منطقا ودراية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق