قد يستغرب البعض أو الكل من بعض الأمور التي تتأجل وقد يتسائل لماذا يتم تضييع وقت الوصول أو لماذا يحضر بوقت متأخر ولم يأتي بوقته المخصص وفي العمل يتوجب عليك الحضور وقد لا يسمح لك التأخر أو العذر عن وقت الحضور جميع الأشياء قد نسميها خيرة حين تدفع بلاء أو تذهب مصاب لكن بعض الأنظمة لا تعرف الخيرة، فمثلا العمل لا يسمح حضورك متأخراً وتقول خيرة لأن النظام محدد ولا يمكن التلاعب أو تفسير ذلك ، لكن بعض الأمور الغيبية يشملها الكثير من الخيرة ويشملها الكثير والكثير من الرحمة ،وحتى أن رأيته بأنه شيء جميل وابتعد عنك وحتى أن ظهر لك غير سيء ولم يتم وتأخر أو قد لا يأتي ربما خيرة أيضاً، لا أحد يعلم ماهو الجميل ولا أحد يعلم ماهو الذي فيه خيراً له،هناك بعض من النساء يقلن فلانة عانس، فلانة قبيحة ، أو بها مرض ولا أحد يريدهن و قطار الزواج ذهب وولى، وفلانة وفلانة بها وبها هل هناك أحد أرحم من الله بهن هل هناك أحد يوزع الأرزاق لهن غيره ، ليس جميل ما يحكى وليس الجميل ما يحدث لكن الجميل ماذا يكتب الله ولكن الجميل ماذا سيأتي لهن وحتى أن تأخر لا أحد أرحم بالخلق سوى الله ولا أحد يريد لهن الخير سوى الله ؛إذاً هو سوف يأتي بوقته المناسب و وقته الذي يكتب لهن الله فيه وأيضاً الله لا ينسى أحد هو الحي الذي لايموت ،حتى وإذا لم يتزوج الشاب فلا هناك أي مشكله ولا هناك أي داعي للقلق سوف يأتيه رزقه ولا أحد سوف يموت دون أن يترك شيء من رزقه ولا أحد يموت قبل يومه المحدد ، كل شيء بالحياة نصيب الزواج ، العمل، الدراسة،…إلخ وكل شيء نصيب حتى الموت ،لماذا البعض يقلق و يخاف و لديه رب رحيم لماذا البعض يتشاءم وكأن الحياة لم تعطيه شيء جميل لماذا ليس هناك تفاؤل ، جميع حياتك خيرة ورزقك هو أولهم ،و يخبرنا الله أنه المنفرد بالخلق والاختيار، وأنه ليس له في ذلك منازع ولا معقب، قال تعالى: { وربك يخلق ما يشاء ويختار} أي ما يشاء، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، فالأمور كلها خيرها وشرها بيده ومرجعها إليه، وفي قوله: { ما كان لهم الخيرة} نفي على أصح القولين سبحانه يختار الخيرة ليس هناك ارحم منه ولا ألطف منه ،كقوله تعالى: { وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى اللّه ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم}، المسلم لا يخاف بل يفخر أن لديه رب رحيم لا مثيل ولا شبيه له ، لاتخاف من حياة بل وجه كل أمورك إليه وتعَلم أنه بنا رحيم ،قدِم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبي فإذا امرأة من السبي تبتغى إذا وجدت صبيا في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته ، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار ؟
قلنا : لا والله ! وهى تقدر على أن لا تطرحه .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لله أرحم بعباده من هذه بولدها . رواه البخاري ومسلم .
ثم أن حبيبنا محمد صلوات ربي وسلامه عليه أوصنا بالتفاؤل فقد كان النبي صلِ الله عليه وسلم يعجبه الفأل، قال الإمام البخاري في صحيحه:[ باب الفأل، ثم روى عن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:( لا طيرة، وخيرها الفأل. قال: وما الفأل يا رسول الله؟ قال: الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم)، ثم روى بإسناده عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل الصالح، الكلمة الحسنة)، قال الإمام النووي:[ وأما الفأل...وقد فسره النبي صلى الله عليه وسلم بالكلمة الصالحة والحسنة والطيبة].
كل شيء يمكن تصويره في صورة تفاؤل قد يأتي وإذا لم يأتي فهو خيرة ، حتى أنني تأخرت بكتابة مقالتي ولكن ربما تكون خيرة،أسأل الله أن يرزقنا ماهو خير لنا في ديننا ودنيانا وأسأل الله أن يجعلنا له من الشاكرين ومن الذاكرين أنه على كل شيء قدير”
وعذراً على الإطالة لكن الأمر جداً مهم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق