حق الأمانة - موقع الكاتبة عائشة العتيبي

أرشيف المدونة الإلكترونية

إعلان اعلى المقالة

إعلن هنــــا

الاثنين، 30 نوفمبر 2015

حق الأمانة


قد يختلف مفهوم الأمانة على حسب نوع وشكل هذه الأمانة، لكن معنى الأمانة هو الحفظ والاقتناء مهما تتعدد أشكالها، لكن المعنى سيكون واحدا، منزلك وأبناؤك وعملك أمانة وكل ما هو حق عليك أمانة يستوجب عليك حفظها مهما تعددت واختلفت، فالبعض يضع عندك مالا لكي تحفظه أو ولدا لكي تعتني وتحسن له بتعاملك، حين تعلم أنك صاحب حق تأكد أنك تقدر وتستطيع حمل الأمانة وبكل ثقة، تأمل في هذه الآية: (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) (72).
فهذه الآية تشرح لنا الكثير من العبر والحكم من حمل الإنسان لها، فهي عظيمة في قدرها وثقيلة في حملها، لذا أبت السماوات والأرض والجبال حملها والسؤال عنها يوم القيامة. وكان ذكر الظلم مع الجهل مرتبطا بالإنسان ذاته. سنذكر للأمانة عدة أمثلة وهي كما يلي:
- المسؤولية وحسن الرعاية ومخافة الله في ذلك، كما أوصانا نبينا محمد، صلى الله عليه وسلم، في الحديث (كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالْإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا وَالْخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ).
- العمل ومخافة الله في أداء الواجبات، سواء كان حقا لله أو لخلقه، فعن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، قال: سمعتُ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى).
- أعط كل ذي حق حقه، ولا تستصغر من الأمور شيئا. فإن الإنسان لا يعلم ما العمل الذي يُسر به غيره. فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ، صلى الله عليه وسلم: (أَعْط الأَجِيرَ أَجْرَهُ، قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ). رواه ابن ماجة.
- ابتعد عن كل ما حرم الله عليك في مالك وأقوالك وأفعالك. ولقد قال النبي، صلى الله عليه وسلم: (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر، ثلاثا، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: (الإشراك بالله، وعقوق الوالدين - وجلس وكان متكئاً- فقال: ألا وقول الزور)، قال: فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت) (صحيح البخاري).
- كن صاحب خير لأي أمانة لديك، امسح بيدك على رأس يتيم، لعل قلبك ينال خيرا وشفقة ورحمة، وإذا كان لديك الآن أمانة ليتيم ضع مخافة الله بين عينيك وأكرمه، فأنت المسؤول وحقه بين يديك. قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا). (النساء 10)، وفي قوله (لاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً ) (الإسراء 34).
فمهما تعددت أشكال الأمانة عليك حفظها ومخافة الله بها، فالكل مسؤول عنها أمام الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان أسفل المقالة

إعلان متجاوب هنا

المتابعون

https://aishaalotibi.blogspot.com/. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Powered By Blogger

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *