هنا لقراءة المقال من صحيفة مكة
ما بين الحلم والواقع والخيال والغموض والحقيقة يتبع خلف هذه المصطلحات الكثير من الخفايا والطرق المجهولة والفرص والظروف، ويقف الإنسان عاجزا في فهم ما يدور من حوله من أحداث وتفاصيل، وقد يبحث كثيرا ويفتش عن أسرار غائبة عنه ويحكي ما قد يهم واقعه من قلق أو تخوف أو حتى جهل ليوم ذهب دون أن يقدم ما ينفعه ويستفد منه، الأمر الحقيقي هو كيف أقف بجانب الشجاعة حتى لو لدقيقة واحدة، يبدو هذا الأمر غريبا قليلا ولكن حين أقف بجانب الشجاعة سوف أبذل قصارى جهدي لكي أحميها وتكون مرجعي والسند الباقي معي عند أي مواجهة، والعكس عندما تقف بجانبي الشجاعة هنا يكون اعتمادي الكلي عليها، وقد تكون للحظات ثم تختفي عني؛ لأن في هذه الحالة سوف يكون اتكالي عليها في حمايتي وقوتي ومواجهتي. أعلم أنه غريب من ناحية التركيب والمعنى، ولكنه صحيح من ناحية المنطق والافتراض، فنحن دائما نحمي ممتلكاتنا فلماذا لا نضع الشجاعة إحدى ممتلكاتنا ومرجعنا في حالة ضعفنا وعجزنا؟!، أؤمن أن كل إنسان لديه قوة ولكن تفتقد الشجاعة، وكما أؤمن أن أصحاب القوة يأتي لهم حالة ضعف يخسرون فيها ذاتهم وقرارتهم وحتى مبادئهم، عندما تنقص الشجاعة لديك سوف ينقصك الكثير من المواجهة، وتدخل دائرة الهزيمة الذاتية قبل الهزيمة مع من تواجه، واجه قوتك وواجه ضعفك وتغلب على مخاوفك وحتى واجه أحلامك التي تسعى في تحقيقها، إن فهمك لنصف الحقيقة التي بداخلك أهم بكثير مما يدور حولك من أحداث وبراهين؛ لأنه عند فهم نفسك سوف تجد النصف الآخر من الحقيقة المجهولة، ذكر جاليليو في فهم الحقائق فقال «الحقائق سهلة الفهم عندما يكتشفها المكتشفون، ولكن المهم أن تكتشفها أنت».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق