ضوء لم ينطفَ و ثمة ضحكات لا تنقضي و أحاديث تعجز عن التوقف ، خلف ذلك الجبل كنت استمع إليهم لم أجد ما أقوله سوى كلمتين..أين الصحب ؟! و أين تلك الأيام؟.. ،فأعدت إلى المنزل مخفضة رأسي ثم دخلت و أغلقت الباب و قلت أنا واقفه من خلفه لم أجد ما أريد ،و ارهقني التفكير و زادَ بداخلي أمر الحيرة ، نظرتُ أمامي و من بعيد فلم أجد سوى كوب قهوتي ثم ذهبت و حملته فلم اتناول منه إلا قليل ، فقلت تلك هي القلة التي أرهقت تفكيري و جعلتني أنظرُ إلى الماضي بصمود و ينتابني القليل من الحيرة ، أهي حيرة الحنين أم حيرة عودة الأيام الماضية..؟ أم لدي حيرة أخرى؟ نعم..هي حيرة الخذلان !..
مهلا..!فلم تكون هي التي أرهقتني بحق، بل الذي ارهقني إنني لم أعد استعد قواي و أشد على يداي و أسعى للنهوض مجددا ، لم اكتفِ بحب الحياة و لم اكتفِ بشعورِ الخيبة ، حين اقتربت أصابتُ بالخيبة و حين ابتعد عن الصحبِ أشعر بحنينٍ و افتقدُ لون الحياة ، وضعت كوب قهوتي أمامي بكل هدوءٍ و تنفستُ بعمقٍ قائلة : «لقد أحببت الحياة أكثر مما ينبغي و زدات فيها حيرتي و كشفت لي أقنعةُ صحبتي و قل عطائي و خشية تلك الخيبة ثم أصبت بالحيرة»؛فالأمور لدي كانت أشبهُ بحالةٍ من الفوضى و العشوائية.
أحبُّ أن أكون الأمس المشهود الذي يقع بنفسِ ولا ينسَ ،و أحبَّ التمسك باليوم و أخبرهم بحبي لأجل لا أُنسى ،و أحبَّ الغد حتى لا أكون مجرد ذكرى ، أحبُّ ثم إنني لم أحبّ كما كنت أعتقد و أريد لقد وقعت في فخِ الخذلانِ و الخيبة من جديد ، لتكن مشهدا حقيقيا أعيشه في الخيالِ لمرة و لا أرغبُ عيشه بالواقعِ لمئةِ مرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق