من نحن يا ترى ؟! - موقع الكاتبة عائشة العتيبي

أرشيف المدونة الإلكترونية

إعلان اعلى المقالة

إعلن هنــــا

الأحد، 6 مارس 2022

من نحن يا ترى ؟!

 


هنا لقراءة المقال من صحيفة مكة

لسنا من الذين يمتلكون خبرة الأمس ولا من علماء اليوم ولا من نابغة المستقبل، بل نحن فرد من أصل جماعة نطمح بأن يكون لنا منصب أو قيمة مجتمعية كبيرة، نفرض لأنفسنا مكانة حتى لا نحبط، نعطي أملا حتى لا نتأثر بأحداث الماضي، نصمت أمام المواقف التافهة كي لا يطلق علينا بالجهالة، نتعمد المجازاة ثم نصاب بالقلق، نتوتر من الأشخاص بالغين الأهمية حتى نجتاز الأمر، نعاقب أنفسنا بالتأنيب ونحن من نمتلك المصداقية والوضوح مع من أمامنا، نعيش الفوضى والكثير من العشوائية وننتظر حياة أفضل لنا، نبحر دون سفن ونريد الوصول مبكرا، نفرض الرأي ونخول قراره لأنفسنا وهو ليس حقا مشروعا لنا.. فمن نحن يا ترى؟!


بين حين وآخر قد نصاب بالكثير من الأمور الخارجة عن إراداتنا ونفعل كل ما بوسعنا حتى نتمكن من حلها بطريقة وأخرى، لم نكن واثقين من أنفسنا حين ما أصبنا بها لذا نختار أقرب الحلول وأسهلها ومن ثم نصفق لأنفسنا بأننا قادرون وتجاوزنا، أليس من الواجب أن تكون الثقة قبل تلك الأمور الواردة في كل حدث أو قضية أو حتى روتين يومي، لماذا لم نكن مستعدين مبكرا؟ لماذا نقلق أثناء ذلك ونحن نعلم أنها ليست بإرادتنا!، كيف نستطيع إقناع أنفسنا بكل ذلك وما هي النتيجة المتوقعة منها؟
نحن أشخاص ننبهر للمشاهد والأحداث التي من حولنا أكثر من انبهارنا بأنفسنا وقيمتها، نحن دائما نحمل علامات استفهام ونعلم بأننا لا نملك إجابة لأي سؤال منها، كل الذي نعلمه بأننا نحب الحياة ونتمنى أن نعيشها بأفضل حال، كل الذي بيننا وبين الحياة هو الماء والهواء والقليل من المنطق والمصداقية، نعم! نحن لا نفكر بالمنطق ونكاد نخفيه من ذاكرتنا أيضا، لا ندرك معنى وقيمة المصداقية؛ لذا نهتم بما يقال عنا وبما سوف يقال إذا فعلنا ذلك، وقد نجعل من المصداقية غموضا وحاجزا بيننا وبين فهم ذواتنا، إذن نحن نعيش في قلق من الأشخاص ونقلق من ردة أفعالهم اتجاهنا وكيف نظهر أمامهم بأجمل فكرة ومعرفة دون أن يروا غير ذلك بنا.
نتجاهل الأمس حتى نعبر بسلام وليس لأجل أن نتعلم منه بل نريد التجاوز فقط، نعرف قيمة الماضي ولا نعمل للحاضر أي قيمة، نبحث عن أشخاص مثلنا بصفاتنا وجوهريتنا ولكن لا نمنح لأنفسنا أي فرصة قابلة للتعديل، فننسى أن لكل شخص منطقية وأسلوب وعيوب ومميزات وقد تكون أعلى من التي بنا أو حتى أقل؛ لا أحد يشبه أحد فلكل شخص طابع وصفة واتجاه، لذا نحن لم نعد نفهم ما الذي يجب فهمه من حولنا.
لابد علينا غرس المنطقية بداخلنا والتعامل بالقليل من العاطفة حين يتطلب الأمر، ولن نكون منطقيين دائما ولا عاطفيين أكثر مما ينبغي؛ لذا لكل مقال مقام ولكل حدث حكمة، كل ما علينا هو تحقيق الموازنة بين المنطق والعاطفة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان أسفل المقالة

إعلان متجاوب هنا

المتابعون

https://aishaalotibi.blogspot.com/. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Powered By Blogger

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *