هنا لقراءة المقال من صحيفة مكة
كل ما يحدث دون سبب أو وجه حق يعتبر جرما وإثما، كل ما يسلب ويهان دون أي تبرير ودافع شخصي يسمى فوضى وابتزازا، كل ما ينبغي علينا أن نقف مع الحق، ونقف ضد الشر، ونقطع كل السبل المؤدية إليه.
الحوادث كثيرة في مجتمعاتنا العربية، وما يحدث فيها هو أمر محزن ومخيف من قتل أو تعذيب، لماذا كل هذا ونحن في أوطان عربية ومسلمة ومحافظة على معتقداتها وقيمها الإنسانية والأخلاقية؟!
لا يصح القول إن سبب هذا انجراف وانحراف خلف الهوى والجهل، ولا اعتبار العقل لديه نقص والنفس لديها عقدة نفسية، لا يصح إزهاق الأنفس دون أي وجه حق، ولا يصح الاعتداء أكان باليد أم اللسان، أين القانون ومفهوم العدالة، وفي كل عام يأتي شيء مخيف مرعب وحوادث متتالية من قتل وتعذيب وابتزاز وسلب تحدث في أوطاننا العربية، لم ننس حادثة قتل إيمان عادل بمصر قبل سنتين من الآن، ولم ننس حادثة قتل روان الغامدي بالسعودية في العام الماضي، ولن ننسى بالأمس حادثة الطالبة نيرة أشرف بمصر، ثم نتفاجأ بما حصل الآن في الأردن لحادثة قتل الطالبة إيمان إرشيد.
من المسؤول؟ هل العقيدة والقانون أم نقص العقل والانجراف أم الضعف والاختلال؟ هذه حوادث نشاهدها وغيرها من حوادث لا نعلم بها «حفظنا الله وهدانا لسبيل الحق واتباعه والثبات فيه»، لم تكن العقيدة مبدأ هدر وتعنيف بل كانت السماحة والاعتدال أمرا واضحا وصريحا، ولم يكن القانون ضعيفا ومتذبذبا بل كان رادعا وقويا يعطي كل ذي حق حقه، لم يكن نقص العقل أمرا هينا وبسيطا بل صاحبه يؤذي ويهلك نفسه قبل الآخرين، ولم يكن الانجراف إلا ضعفا في الشخصية والدين، ولم يكن الاختلال يقصد به شيء واحد بل له عدة جوانب ترتبط بالشخصية مع علاقاتها من ناحية دينية وبيئية ومجتمعية وأسرية ومادية ومعنوية، فهي جوانب تلعب دورا كبيرا ومهما في حياة الشخص، لكن لن نبرر الخطأ ونضع الحق على هذه الجوانب الملموسة منها وغير الملموسة، بل كل الخطأ على الشخص مرتكب الفعل والقول معا، وكل الخطأ على المحرض إن وجد!
فقد يفقد الشخص سيطرته على نفسه عند الغضب وهذا أمر وارد ذكر في سنة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، أو ربما يجد ماردا بشريا يمهد له طريق السوء حتى يفعل ما يريده بفعل شيطاني متهور ثم يرفع يديه ويبرئ لسانه عن المدان بالجحود والنكران، كل شخص مسؤول أمام الله أولا ثم نفسه ومجتمعه عما يفعل ويقول.
بأي ذنب تزهق النفس، بأي ذنب يقتل ويفقد الحياة ويفقد من يعز عليه، بأي ذنب يضيع بطريقة بشعة دون أي رحمة وحق، لا نقول سوى لا حول ولا قوة إلا بالله، يجب على أوطاننا العربية الاتحاد معا حول قانون صارم رادع وقوي ولا رجعة فيه، يحفظ حق النفس البشرية في أي من مجتمعاتنا العربية، لا بد من الالتفاف حول مجتمعاتنا بإظهار حق الفرد في قانون يحفظ به حقه حتى من الأقوال أولا قبل الأفعال، يحفظ ويخبر ويعاقب كل فاعل حتى لا يتجرأ بالاقتراب فيما بعد، يجب المحافظة على النفس البشرية في الجامعات والمدارس وأمور النكاح والأماكن العامة، فلن يفيد الصوت حينما تقع الضحايا، لذا ينبغي المبادرة بقرارات صارمة وواقعية وعاجلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق