الروحانية الإيمانية التي نعيش بها في هذا الشهر الكريم تخبرنا بأمان وتقدير ورحمة وكرامة لابن آدم عامة، وخاصة للمسلم الذي يخبر ربه عما صعب عليه من شقاء الأيام ومن كدر وضيق وضعف الحيلة وقسوة الظروف وضغوطات الحياة التي تزداد يوما عن الآخر كيف أنه صبر حتى يلتقي يوما من الأيام مع ساعة فرج وسعة بال ورحابة صدر ترسمها له الأيام التي سرعان ما بث الله فيها من يسره ورضاه وجبره ورحمته لهذا العبد الضعيف الذي قد ظن أن هذه الساعة لن تأتي ولن يلتقي بها أبدا وأنها مجرد أمنية وقعها لن يحدث، إلا أن الله يرى الأمور على وجه آخر غائب عن عقولنا ولن يمكن لنا أن نتخيله ونتوقعه وتمثيله.
لذا الذي تسع رحمته جميع من في الكون قادر على جعل ما أصابك غمة مؤقته تزول بسرعة بل ربما أسرع من السحب المتراكمة التي تفترق في لحظات، من جعل العالم مختلف ورسم الحياة لنا قادر على جمع شتات عقلك مع ضعف قدرتك، بل الله يعي جيدا من أنت ويدرك مدى حاجتك، فبين التفاتة وانتباه يغير كل مجرى حياتك، من خلق الكون بمن فيه وأداره قادر على إخراجك من حلق الضيق إلى أوسع الطريق ومن الشدة والكربة إلى انشراح وسرور، حين تثق وتتوكل على الله سوف ترى النور والسعة والعطاء والتوفيق والهداية دون قيود وحواجز، هذه اللغة التي لابد علينا أن نراها ونفهمها ونتخذها منهجا وعلاقة بيننا وبين الله.التعامل مع الله لا يحتاج خطابا رسميا ولا خطبة مفصلة ولا إلى واسطة، بل الله أرحم الراحمين يقرأ ما بك دون حديث وتمتمة، يدير تدبيرك وشؤونك دون أن تشعر، يبعد عنك الشر بفضل منه، يقرب لك الخير كرما منه، الأيام والأشهر هي فقط وسيلة اتصال عامة لجميع الخلائق عندما أوجب الله شريعة تؤدى هو يريد لنا الخير لهذا أوجب علينا القيام بأركان الإسلام وشرع عدة أيام وخصص أشهرا لكل تأدية واجبة عليك فيما يتعلق بتأدية الصوم والزكاة والحج، إلا الصلاة عماد قائم وثابت يؤدى حتى الممات لا يمكن أن يسقط ولا يستثنى كسائر الواجبات.عليك استشعار علاقتك مع الله وأنك لست بحاجة رمضان وحسب حتى تعرف ربك، بل عليك تهذيب نفسك على أن تجعل حياتك كلها رمضان وتتصل مع الله بلغة مختلفة تغير مجرى حياتك للأفضل بشكل كلي، اعمل على تغيير نفسك ليس من أجل رمضان فقط بل من أجل أن تجعل كل الأشهر هي روحانية إيمانية كرمضان، اتخذ قرارا صادقا بينك وبين نفسك واعلم بأن باب الله مفتوح دائما لك.
المشاركات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق