هنا لقراءة المقال من صحيفة مكةالشعور والاستشعار والتقدير والثناء مفردات لمعانٍ قد تشكل لنا نموذجا مختلفا ذا طابع مميز وأثر كبير بداخل أنفسنا ولمن يعيش حولنا حين نعمل بهم، فعندما نضع النقاط على الأحرف تتضح لنا قيمة الحرف ويظهر لنا المعنى، فكيف نقدر قيمة المعنى داخل أنفسنا دون حرف واضح وجملة صريحة نتخذها، فلا نود أن تقال تلك المعاني لنا وحسب بل لابد أن نعمل حتى نستشعرها في حياتنا وعملنا وبكل شيء نحبه ونرغب به، فليس منا من لا يتمنى لحظة واحدة تعيد له جمال الماضي الذي ذهب وتجعله يرى قيمة الحاضر المنسي لأجل أن يستوعبها في لحظة واحدة.الاستيعاب وطريقة استذكار الذكرى قد يختلف مبدأ تشكيلها عند الأشخاص إلا أننا جميعا نتفق على أنها مجرد صفحة وانطوت لا تشكل لنا سوى ذكرى؛ فلا نرغب في أن نجد الآن عائقا يحجب عنا استشعار تلك المعاني بكل ما فيها من أبجدية الأحرف وأسمى العبارات، بل نرغب ونتمنى أي من هذه الكلمات لتشكل الآن يوما مختلفا بالنسبة لنا وتمنحنا أيقونة إصلاح.الكلمات بمعانيها تتفق في التعبير والصياغة ولكن تختلف في المنطق والواقع، قد تفيد أشخاصا وبالمقابل قد تسبب خذلانا وتراجعا لآخرين، فمثلا من لا يتقن عمله على أكمل وجه لا يستحق التقدير، ومن يحارب البسطاء على لقمة العيش فلا يستحق الثناء، ثم إن البعض يرى جانب التفوق الأهم في العمل وينسى طريقة التعامل الإنساني والخلقي مع الآخرين، وربما الآخر يوفق في حياته بسبب التعامل الخلقي والإنساني، الأغلب يعتقد ويؤكد سبب توفيقه في حياته العملية أولا هو في تعامله الأخلاقي والإنساني، وذكروا أن حسن التعامل من يجعل النجاح صديقا محبا لصاحبه موصولا به إلى الإنجاز ليجد من ثم التقدير والثناء.حين تشعر بقيمة نفسك عليك التفكير بقيمة الآخرين؛ لأن كلما شعرت بغيرك زاد شعور القيمة بداخلك وأصبح عائدا مفيدا يعود إليك بالشكر والثناء، كل فعل تفعله يعود إليك بنفس الطريقة والشكل، حين نتحدث عن استشعار وصولنا إلى منتصف الطريق!فلماذا لا نكمله بغرس الاستشعار بأنفسنا وبغيرنا، مثلا عندما نحب صفة في أحد ما نخبره، وعندما يحسن إلينا أحدهم نثني على خلقه، وعندما يحبط شخصا ما أمامنا نستشعر ضائقته ونقدر حالته، وعندما نتخذ الثناء على أنفسنا محل امتنان لا يعني مبالغة أو غرور بل هو محبة للذات وتغيير مفهوم خاطئ، ونعلم أن كل ما نسعى إليه سيعود، وحين نعتاد على الفعل بتلك الكلمات التي لها قيمة وأثر كبير بداخلنا ولمن يعيش حولنا نصبح قادرين على تجاوز العثرات وتخطي الصعوبات وتطوير الذات وتحسين العامل الخلقي والنفسي بداخلنا، إذا الكلمة لها أثر بنفس فكيف بتقدير تلك النفس والثناء على صاحبها.شهر رمضان يغرس فينا الأمل والتفاؤل وهو مجرد أيام معدودة؛ فكيف العمل فيه واستغلال لحظاته وطمأنينته واحتوائه، هو لنا أمل جديد وفرصة، بل هو أصدق من كلمات واضحة ومعاني لم تقل، في الحقيقة نحن بحاجة لرمضان في كل العام كحاجتنا لتجديد الثقة ورفع ذاتنا في كل مرة نسقط ونتعثر وثم نعود ونمسك بحبل الحياة من جديد لكي نعيش بكلمات تساعدنا على تطوير أنفسنا وتضعنا في منطقة آمنة وتعزز الفرصة وتجدد الأمل بنا وبمن حولنا.. لقد حان الوقت لفعل ذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق