توقعك لا يصنع قرارا. - موقع الكاتبة عائشة العتيبي

أرشيف المدونة الإلكترونية

إعلان اعلى المقالة

إعلن هنــــا

السبت، 4 مارس 2023

توقعك لا يصنع قرارا.



هنا لقراءة المقال من صحيفة مكة

المعاني والأحرف توجد طمأنينة للنفس وارتياحا بالقلب، حين تنطق صادقة وحقيقية سنرى الكلمات كيف تطيب الجرح والنبرات كيف تداوي علة القلب، والصمت كيف يقاسم الحديث دون علو وارتفاع، والضجيج المرتفع يخالطه القلق حين يبدو على غير المعتاد، سيعم الهدوء عندما نخاف ونقلق ونتعثر ونصاب ونجزع، وكل القوة التي نخرجها بصوت غير مسموع وبغير سلطة وإرادة، سنختلف حين نعبر بصوت عال دون سماع أصواتنا الحقيقية سوف يغلبنا الاعتياد على الصمت؛ لأنه أفضل حل نراه يناسبنا ويسهم في حل مشاكلنا، هكذا نعتقد بل نجزم بأن الصمت لا يخالط الضجيج والأصوات المرتفعة إلا عندما نقلق ونسقط ونتألم، وحتى ننهض لابد من الأنين بصوت خافت لا يسمعه سوى أنفسنا.

قد نرى بالمقابل أن الصوت المرتفع قوة وعنفوان وصرامة واستعلاء، ونرد بنبرة حادة وكلمات قوية نظن بذلك أننا انتصرنا ولن نهزم بسهولة كما بينوا لنا حين نصمت في تلك المواقف، الصمت حكمة وذكاء وفي ناحية أخرى ضعف وانهيار، حين نتوقع السيئ سيأتي وحين نقدر لأنفسنا الوقوع بتأكيد سنقع، لابد من الصمت في المواقف الصعبة التي تحتاج منا الفعل، ونصرخ بصوت عال حين نتألم ونظهر كل شيء سيئ بداخلنا، الصوت المرتفع الذي يخالف الخلق والمبدأ لا يعتبر حلا ونجاة وهيمنة، بل يسمى مبالغة وضعف واستنقاص ومرض.السفن حين تبحر تراقب حالة الرياح مع الأشرعة فلا تسير عكسها بقوة وبنفس سرعتها حين تكون قوية ولا تتراجع حين تكون هادئه ولا تحمل قوة، بل السفن تسير وفق ما يرى قائدها وربانها تنطلق حسب قوى الدفع والظروف الراهنة بقوتها وضعفها، وربانها هو من يضعها في توازن بدقة خبرته وتوقعه وما تعطيه المؤشرات، قد ينطلق أو لا يغادر حتى يرى الوقت المناسب، نجهل الحل وهو بين أيدينا، ونقلل من أفكارنا وهي من تضع لنا أوقاتا مناسبة وفرصة مميزة ونحمل أنفسنا فوق طاقتها ونبحث عن أصعب الحلول حتى ندعي الذكاء والحنكة والفراسة، الأمور أقل مما نتوقع وأصعب مما نظن حين نرى جانبا ونهمل الجانب الآخر.التوقع والظنون لا تصنع فارقا في الحياة فقد تكون طوق نجاة وسلامة، وقد تكن مصيدة أخطاء وفخ، التوقع ليس قرارا صحيحا حين لا يكون على بينة ودراية بما نفعل وما يجب فعله، التحقق والتفكير أمران مهمان حتى نزرع فكرة ونحصد توقعا ملموسا ومتوازنا، الفعل والصمت نجيد تفعليهما لكي نجد إنجازا ونجاحا، الحقيقة والقول نسعى إليهما حتى نظهر الحق ونهزم الواقع، علينا تفعيل ما يمكننا تفعيله في حدود متوازنة ومشروعة ومعروفة توافق القيم والخلق والدين والمنطق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان أسفل المقالة

إعلان متجاوب هنا

المتابعون

https://aishaalotibi.blogspot.com/. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Powered By Blogger

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *