حين ترى الأمس كيف ذهب بكل ما فيه من مرارة وصعوبة؛ فتتماسك باليوم لأنك تدرك كل ما بك سيزول ويتلاشى منك تماما كما مضى، اللحظات الصعبة تجعل منا أصحاب خبرة وقدرة كبيرة وطاقة استيعاب أفضل، سوف نبني على ما نجده سابقا من صعوبات ومخاوف وعثرات ونستبعد من النقاط ما يمكننا استبعده؛ لأننا سبق وأن خضنا تجربة باتت بالفشل، لن نعيد بعض التجارب التي لا تناسبنا ولا تناسب طريقة فكرنا وأسلوب حياتنا وقيمة قناعتنا، لن نكرر الخطأ حتى نخبر الآخرين بأننا الأفضل وأدركنا ذلك الخطأ، ولأننا فهمنا أن الخطأ قابل للتعديل والصواب فيه أمر محتمل، الحياة ليست مأساوية كما يتصور البعض ويصنع من لين صلابة ومن السهولة صعوبة ومن الهدوء ضجيج ومن الحقيقة وهم، الحياة أبسط بكثير مما نرى ونتصور لكن لسنا قنوعين بما يقدر الله لنا بها.
نمتلك مفهوم الحياة ولم نمتلك معنى القناعة وما مدى حجم الرضا، لم نتعلم من الحياة سوى الدروس القاسية فقط، لم نتبع منهجية واضحة ومفهومة في حياتنا، نثق بأنفسنا دون إدراك ما يجب علينا فعله تجاه هذه الحياة، لن نتسابق حتى نجد حياة فعلية نمسك بها ونختار بها قراراتنا، سنغيب عن معنى الحياة الحقيقية عند أول منعطف أمامنا سنتسابق فقط في طرح آرائنا ونتقاسم مبادئنا ونراعي مصالحنا ونتشارك أفكارنا ونقمع تأثير ذاتنا لأجل كسب ما يمكن كسبه، ونحن بكل أسف لا نبحث عن حياة حقيقية نبني عليها آمالنا وأفكارنا وطموحتنا وطاقاتنا.استيعاب عقولنا لمعنى الحياة صغير جدا؛ لأننا دائما ننظر للمستقبل ونعيش في الماضي وننسى قيمة الحاضر بل نرى الحاضر أمرا معتادا عليه وروتينا يوميا مملا دون بحث واضح وتجريد صادق، ليس لدينا فهم بائن وفكر ملموس لليوم وكيف نعيش به بكل ما فيه من خطأ وصواب وعثرة ونهوض وفشل ونجاح أيا كان هذا اليوم فنحن لا نعيشه كما يجب علينا أن نعيشه بل نعيش على أنه سوف يذهب بعد شروق الشمس ليوم جديد، نحن نعمل بشكل تلقائي تجاه ما حولنا؛ فمثلا نرى قيمة الغد ونجهل قيمة اليوم، نسمع لهم ولا نسمع لأنفسنا، نتحدث لأنهم يردون ذلك ولا نتحدث لأننا نريد ذلك، نعمل بتلقائية ليس من أجلنا بل لأجل أن نظهر أمامهم بشكل أفضل دون أن نشعر أننا في محيط سيئ.ذواتنا أحق بالعيش دون التمعن والنظر لمن أمامنا والخوف عما سيقال عنا، ذواتنا أحق بمظهر يجعلنا بصورة واضحة نحدد فيها آراءنا وقراراتنا وأفكارنا ونعيش من أجلنا ليس من أجل غيرنا، علينا بناء أنفسنا حتى لو كلف هذا الأمر سخرية غيرنا بنا، علينا فهم الحياة فهي ليست دائمة لنا.الحياة أقصر من النظر للآخرين، حدد وجهتك وانظر لعمق ذاتك واصنع قرارك واختر متى تعبر عن رأيك بفكر واضح دون تشبث فيه لمحاولة إقناع الآخرين به، انطلق نحو محيط حلمك وأبحر بعيدا بإنجازك وعش الحياة دون التفكير في تحقيق نجاح وكسب حافز بل ثق أنك بالمحاولة والإصرار ستصل لما تريد، لا تفكر كيف تنجح فقط بل فكر كيف تصل لما تريد حتى لو أخفقت كثيرا قبل أن تصل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق