تحت الظل! - موقع الكاتبة عائشة العتيبي

أرشيف المدونة الإلكترونية

إعلان اعلى المقالة

إعلن هنــــا

الجمعة، 30 يونيو 2023

تحت الظل!

 


هنا لقراءة المقال من صحيفة مكة

نعلم جيدا أن الشغف المشتعل سيأتي له وقت وينطفئ.. نعلم بصدق شعورنا إلا أنه لحظة في العمر ثم ينتهي، نعلم كل ما يدور حولنا صعب وما نريد فعله أصعب حتى فكرة الوصول إليه أمر غير ممكن تحقيقه، نضع على عاتقنا حمل ثقيل ونسعى إلى النجاح وفي الحقيقة لن ننجح بهذه الطريقة ولن تكون قراراتنا جيدة في اختياراتنا الحاسمة والفاصلة، الحياة الواقعة في المنتصف هي أشبه بانتظار شروق الشمس وغروب نورها، هي أشبه بالقصة التي في بدايتها عناء ونهايتها انتصار، أشبه بالشمعة المحترقة التي تتآكل من داخلها حتى تضيء لحاملها المكان، نحن نحترق لكن دون جدوى لا نقرر كما نريد كي تصبح قراراتنا صحيحة ولا نفكر في وقتنا الحالي كيف نديره بحكمة ومعرفة.إن قدراتنا في تجاوز المصاعب قليلة ونستعجل في الحكمة ونريد أن تنتهي الأمور بسرعة حتى يمكننا الوصول والإنجاز، نعلم بكل تأكيد أن من الحكمة عدم الاستعجال والالتزام بالصبر في المصاعب الثقيلة، لكن نريد ساعة الانفراج حتى نصل للانشراح والتركيز على ماهو أمامنا بعد مرحلة الصعاب، نريد أحلامنا تتحقق سريعا وأمنياتنا ترتمي واقعا وطموحاتنا تحلق بعيدا وإنجازاتنا تسطر تاريخا؛ نحن نريد كل ذلك في مدة بسيطة وهذا أمر غير منطقي، فنحن بحاجة إلى الهدف والعمل والسعي والوصول بكل ثقة وإصرار.يعد اتخاذ القرار من أصعب الأمور التي نمر بها حين تكون هناك أسباب تزعجك وتضعك في دوامة الأرق والإرهاق وترغمك بتركها أو تقبلها، القرارات الهادئة نفتقدها؛ لأننا نخشى من ردات الفعل الناتجة عنها، نفتقد الصواب لأننا نقلق من القرار وطريقته وفرصته ونتائجه ثم قد نرغم بإطلاقه أو تركه في الإعراض عنه، صعوبة الحكم على قراراتنا تنجم حسب حالتنا النفسية وانفعالاتنا.إن حسم أمر قرار ما يكون شديد الصعوبة عندما يخص المستقبل بجميع تفاصيله؛ فأغلب القرارات الصعبة تكون في مثل القرارات المستقبلية، والأشد صعوبة هي القرارات المصيرية التي تضع الشخص في حيرة وتشتت تلزم التقبل السريع أو كذلك الرفض السريع تحت أمر الوقت لديه الخيار في الرفض أو القبول وتحمل مسؤولية ذاك الخيار بسوئه أو حسنه.نعلم جيدا أن الظل لا يعتمد على حجم أجسامنا وحسب بل يعمل على انعكاس الضوء علينا عندما نقف به ويظهر الظل «الفيء» بشكل صغير أو كبير حسب مسار زاوية الضوء وكذلك حسب مكان الجسم الذي أمامه، فهو ينعكس في زوايا تحجب ضوء الشمس وتظهر حجم الأجسام الساكنة أو المتحركة، الظل مؤثر خارجي يعمل كما يريد ولا يهتم بشكل الذي أمامه بل يظهر في نقطة بعيدة تحجب الضوء عن إكمال مساره، نحن بحاجة تقمص دور الظل كي نصبح صادقين نظهر بما يجب علينا إظهاره دون تكلف وتصنع ونختار طرق تجعلنا تحت الظل لكي نفكر بعمق ونتخذ قرارات صائبة ومنطقية ذات جدوى وتروّ وتبصر.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان أسفل المقالة

إعلان متجاوب هنا

المتابعون

https://aishaalotibi.blogspot.com/. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Powered By Blogger

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *