هنا لقراءة المقال من صحيفة مكة
حدث ليس كأي حديث بل تجدد، في الماضي كانت حادثة لمى واليوم أصبح ريان، اختلفت الأزمنة والأمكنة ونوع القصة واجتمعوا حول مصاب الألم وأسلوب الفقد وقعر البئر، لم يكن مشهدا تاريخيا أو حربا كبرى بل أعطى للأوطان والشعوب نموذجا كبيرا والتحاما مستمرا، غاب كل شيء وبقيت تلك الوحدة والارتباط تحت ركن العروبة والأخوة، لن تنقطع صلة الشعوب وأوطانهم بنا ولن نكف عنهم أبدا، وبوحدتنا معهم ووقوفنا بجانبهم سوف تزداد، لأننا «نحن وأنتم دائما معا».
ريان المغربي حادثته أرعبت الأمة العربية والإسلامية معا، لم تكن حادثة فقط بل ألما وحزنا للأوطان بشعوبها، وقع في غيابة الجب وعاش هذا الصغير بظلمته ومرارة قسوته لعدة أيام، عاش معاناة أكبر بكثير من قدرته وعمره وكان الكل يترقب خروجه من عمق المعاناة بخير وعافية ونشهد معا فرحة أسرته بعودته ولكن قدرة الله كانت أكبر من هدفنا وطموحنا ودعواتنا؛ فإلى جنة الخلد بإذن الله «أيها البطل»، لم يكن طفلا فقط بل كان مثالا مباشرا لأصحاب الدنيا الزائلة والمهتمين بملذتها وتاركي من بها دون عطاء وأثر، وكان مثالا كبيرا لمعنى جمع صف الشعوب على قلب واحد ومنبر واحد وهدف واحد وحب واحد، ولحمة عربية واحدة، كان الخبر نموذجا لقيمة إنسانية وعقيدة إسلامية وأمة واحدة.
العرب وحدة كبيرة ونموذج مرفوع لكل من شكك في وحدتهم وأصالتهم وعروبتهم، نحن عرب على دين واحد وقلب واحد وصف واحد وفطرة إنسانية واحدة وأخوة واحدة، فالذي وحدنا وجمعنا هو هدي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم؛ حيث زرع الخير ونشر الدين ووحد الأمة وأقام الحق وزهق الباطل، وجعل الهداية ونشر السلام للأمة أجمع، لم يفرق بدعوته وحرصه بين عرق ولا نسب ولا لون ولا جنس ولا صغير ولا كبير ولا عربي ولا أعجمي؛ فالكل لديه كانوا سواسية تحت عقيدة إسلامية واحدة تركز على التقوى والرحمة والتعاطف، هو منهج تربوي واحد وثابت، فكيف بعربي مسلم؟ وكيف بأمة واحدة؟! ألا يحق لنا أن نكون جميعا على قلب واحد ولسان واحد ومصاب واحد؟!
مهما بلغت أيها الحاقد علينا أن تنال منا فنحن أمة عربية واحدة تتمسك بعقيدتها وأصالتها وعروبتها، لا تحب الانفصال ولا يهزمها الانشقاق ودائما على لسان وقلب واحد، فالعرب أصل واحد وأخوة واحدة لن تسقط ولن تنهزم، بل دائما تحمل الالتحام وتقدر الوئام وتمنح السلام وتحفظ الاحترام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق