هنا لقراءة المقال من صحيفة مكة
التقدير والثناء دائما يمنحان لكل شيء يعطى دون طلب وإلحاح، دائما يكون ردا على هيئة امتنان لمعروف ما، أو ربما لحظة أحدثت بداخلك اتزانا. التقدير هو استثناء لعبارات كثيرة ولأشخاص وأماكن وأوقات ومواقف تقدر بالأثمان، ولكل معروف دون سابق اهتمام، هو أسلوب نفتقده في عالمنا الآن.
كل شيء حولنا يجب أن نقدّره وكل شيء أمامنا لابد أن نقف متأملين به، فلن نحيا حياة جديدة، ولن نستشعر هذه الأشياء لاحقا، فكل شيء أمامنا له وقت وقيمة، علينا وضع التقدير أمام كل شيء نحبه والعكس، فنحن نكره المواقف الصعبة وننسى كيف نصبح من بعدها بل هي من تزرع بداخلنا قوة جديدة وتخبرنا بأننا نصاب لكي نتجاوز، ونحن فيما بعد نمتلك قوة وطاقة تحمل، فالله لا يحمل أحدا فوق طاقته ويعلم ما مدى قدرة تحمله.
الحياة أصعب ما يمكن أن نراها حين نغلق أعيننا ونسمع لأصواتنا فقط، حين نبدو بحال أفضل ونحن حقيقة لسنا هكذا، ندعي المثالية والقناعة وننسى الرضا والصبر، نقدر التقدير ولا نطبق مفهومه في حياتنا لا نقدر سوى من يقدم لنا ونخشى من الآخرين؛ لأن ليس لهم أي طاقة استيعاب في حياتنا، نغلق كل منافذ الرجاء والعطاء لأننا لم نجد تقديرا منهم.
قدر قيمتك حول الأشخاص، قدر قيمتك أنك بالحياة، قدر قيمتك؛ لأنك بصحة جيدة، وقدر قيمتك حين غيرك يغرق بالأوهام وأنت من يرى الحقيقة، قدر قيمتك؛ لأنك ترى التقدير فعلا قبل أن يكون قولا؛ فلماذا نغلق دائرة مظلمة علينا حين ننتظر التقدير من غيرنا ولا نزرعه ونستشعره فيما حولنا.
تعلّم أن تقدر لحظاتك البسيطة وكل شيء أمامك يدعوك للتقدير، لا تتأخر في تقديره، تعلّم بأن من تقدره سوف يقدرك؛ الوقت والأشخاص والأشياء والأماكن بما فيها، فكيف بالنظر للسماء والبحر والأرض أليست تستحق منا التقدير؟ فمن أوجدها وسخرها لنا لكي نعيش بها يستحق منا الثناء له وتقديرها، فكل شيء أوجده وسخره لنا لكي نعيش به في هذه الحياة لكننا للأسف ننسى قيمة تقدير تلك الأمور التي أوجدها للإنسان حتى يستطيع التحمل والتعايش والتجاوز والعيش بأمان.
التقدير هو امتداد عميق من داخلنا لا يقل أبدا بل يزداد مع مرور الوقت، ولكي نفعل هذه الخاصية نحن بحاجة إلى الهدوء والتأمل والتفكير ثم المضي إلى الفعل قبل القول، واختيار لحظات تناسب الموقف، ثم أظهر في حياتك الامتنان كشعور واللحظات كاعتبار، إذن تعلم التقدير ثم تعلم ما الفائدة منه ثم اسأل نفسك كيف تعتاد على تقدير النعم بنفسك وتستشعرها من حولك؛ فليس للحظات إعادة وليس للوقت موعد آخر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق