الذاكرة هي قطعة صغيرة تحتفظ بالبيانات وتخزن المعلومات لحين الحاجة إليها واسترجاع ما بها متى ما دعت الحاجة إليها.هكذا يعبر عنها في مجال الحاسب والعمليات الرقمية والمعلوماتية، سواء الأمنية منها أم المهنية المعتادة، التي تنشئ وتحتفظ بها جميع الجهات المكلفة، في حين آخر تفسر بداخل الإنسان على أنها استرجاع وتخزين واستذكار ما يمكن استذكاره وجمعه، لا زال نسيانها صعبا لدى الأغلب عندما تشكل له لحظات مخيفة أو حزينة أو حتى جميلة، ما زال مفهوم الذاكرة واحدا في الإنسان والحاسوب، إلا أن الإنسان ربما لا ينسى كل شيء ولا يمكنه محو متى ما أراد وشعر بألم تلك اللحظات التي تختزن في زاوية صغيرة من ذاكرته؛ قد يتناسى ولا ينسى ذلك.الذاكرة هي إحدى قدرات الدماغ التي تمكنه من تخزين المعلومات واسترجاعها، وتدرس في حقول علم النفس الإدراكي وعلم الأعصاب، هكذا تعريفها عند من لهم اختصاصات علمية ونفسية، لكن هنا سوف نبحر في مركب آخر وننطلق حول حدود الذاكرة ونسيطر على ما يمكننا أخذه بعين الاعتبار والاستبعاد.ماذا لو أننا لا نتذكر ولا يمكننا جمع كميات هائلة من المعلومات واللحظات والأشخاص والمواقف؟ هل سنشعر بقيمة الحياة ومتطلباتها؟! كيف نشعر بمن حولنا من طبيعة وقوانين وأشخاص وقيم وقدرات؟! تساؤلات عدة تربطنا مع واقعنا ثم نختار الهدوء حتى نجيب عن تلك الأسئلة، أين ومتى وكيف نعيد ونتذكر ونسترجع، أين نقف هل في المنتصف أم في آخر السطر؟ متى نعيد ونصحح ما مضى؟ كيف نبقى في حال لا يعيقنا عن فهم أنفسنا ومن حولنا؟.بلا شك وبالتأكيد، كل سؤال إجابته هو أنت فمن سيتجاوز أو يقف غيرك أيها القارئ، ماذا لو لم تتمكن من حفظ اسم شخص قريب منك، بماذا ستناديه؟.فمن قال إن الذاكرة هي مجرد حفظ للحظات القديمة وتذكر ما يدور من حولنا فهو نسي ما قبل الذاكرة، فما قبلها هو ما تؤديه من حس شعوري وحركي وانفعالي وسلوكي وبما في «عالم الإنسان»، ثم بعد مرور زمن يقول البعض إنه مجرد ذكرى والآخر يقول ليس سوى زمنا ذهب بعيدا عنا، تختلف الأقاويل ويبقى الجزء الأكبر هو أنت، هم نسوا أنهم يشكلون الجزء الأكبر من تلك اللحظات مع من يحبون أو حول ما يواجهون في حياتهم.عليك أيها القارئ التذكر في حال أردت أن تصنع لنفسك وقتا ممتعا، وكذلك عليك التذكر حين تريد التعلم من أخطاء ما مضى، فليست الذاكرة مقتصرة على حفظ اللحظات التي عشناها فقط، بل هي وضعت لنا كي نتدارك ما يمكننا تداركه وعدم الوقوع مرة أخرى بنفس أخطائنا.الاسترجاع والتذكر ليس للأحزان والمنغصات فقط بل هي للإلهام والاستيعاب في شق مسار أفضل لك مما مضى، فقد تسهم الذاكرة في الحلول والاختيار، وطرح أفكار جديدة تساعدك على تقليص فارق الوقت والجهد والنتيجة، كذلك حتى في استبعاد حلول غير مجدية وتضييع كثير من القرارات الصعبة والبدائل الممكنة عليك.
المعنى في أن الذاكرة تأتي كيفما تريد أنت ومن يوجهها هو أنت أيضا؛ فقط ضعها في معادلة متوازنة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق