لم أعتقد يوما من الأيام أن الفكرة لها حدود وحواجز وموانع، بل اعتقدت أنه عندما نفكر لا بد أن نتعدى حدود الأفق والمدار ونخرج للعالم بأفكارنا دون انقياد أو عائق، حين نفكر أن نظهر الجميل منا وكذلك السيئ ثم نظن ونجزم بأنها حرية واختيار وقرار نقرر به عندما نغلق أعيننا ونتنفس بعمق ونتمتم بين شفتينا ثم نتحدث بصوت عال ونظهر ما نريد بعدة كلمات.
ربما البعض يرى ذلك في فليم دراماتيكي أو مشهد لترويج دعائي وفي الحقيقة أننا نصارع أحلام اليقظة والواقع بداخل عقولنا دون شعور وتعبير واختيار ثم نقرر؛ لأننا نعتقد الذي بداخلنا هو صحيح؛ فهل يا ترى الذي بداخلنا فعلا هو الصحيح؟نستطيع القول إنه صحيح عندما يتفق مع حدود الشرعية والضوابط المجتمعية وكذلك مع سلامة النفس؛ فليس كل فكرة تعني تطبيق وقرار، فربما بعض الأفكار تطبيقها ضعف واستنقاص توهم الشخص بأنه على صواب وفي الحقيقة سيجد نفسه في دائرة مغلقة يدور بداخلها دون تطور وفهم وإدراك لا يرى شروق الشمس ولا عتمة الظلام.الفكرة لم تقتصر على ما يدور بنا من شعور وأمنية ورغبة بل أصحبت عند المفكرين ورائدي الأعمال تبني مشاريع وتثمر أموالا وتسهم في صنع حضارة واعية وثروة تخلق من العدم، الأفكار لديهم عبارة عن حقائق تدرس ومفاهيم تطبق ومجالات تدرب، فكر الإنسان ثروة كبيرة وقيمة، تلك الثروة لا تقدرها إلا أفكاره ومبادئه وشجاعته وقراراته.قد نتخذ قرارات خاطئة في حياتنا لكن ما زال هناك قرار واحد هو الصائب إلى الآن هو قرار التفكير في أي فكرة إيجابية حتى لو لم تطبق حاليا قرارك في التفكير فيها؛ فالتفكير وحده يعتبر دافعا قويا قد يقودك مستقبلا إلى تطبيقها دون تأجيل كما نفعل الآن، وبهذا الخصوص ذكر إبراهيم الفقي قائلا «إن كل كلمة و كل فكرة تعد بمثابة طاقة روحية تقوم بتنشيط قوى الحياة في داخلك، سواء كانت ذات طبيعة سلبية أو إيجابية».المعنى في أن الأفكار متى ما توجهت في مسار صحيح ستجني ثروة معنوية أكانت أو مادية لأننا بحاجة ماسة إلى مواساة أنفسنا بزرع فكرة نحصد من خلالها إنجاز وتقدم، نشارك مع واقعنا بأحلام تتحقق على أرض أمنياتنا دون تعقيد وتشتيت، حتى نستطيع أن نرسم من خيالنا الواسع واقع حقيقي بفكرة واحدة فقط، ليس من أجل المال نفكر بل من أجل الاستقرار النفسي والاجتماعي أولا ثم ما يليه، عندما ترى نتائج أفكارك الإبداعية البسيطة و الثروة الإيجابية التي بك ستجد نفسك في حالة اتزان واعتدال واضح وملموس في حياتك، بمجرد فكرة فقط ستجد جانب حقيقي فقدته في نفسك.
المشاركات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق