ليس الحكم بالنظر ! - موقع الكاتبة عائشة العتيبي

أرشيف المدونة الإلكترونية

إعلان اعلى المقالة

إعلن هنــــا

السبت، 28 يناير 2023

ليس الحكم بالنظر !

هنا لقراءة المقال من صحيفة مكة

الخير الذي يظن البعض أن ما خلفه شر قادم، والشر الذي يجزم البعض بأنه شر لا خير فيه، الظاهر يجعلنا نفكر ونضع الأمور حسبما نرى، ثم ما نتوقع بما رأينا، لا نعلم درجة الخطورة من عدمها، ولا ندرك حقيقة ما ينزل بنا، بل نتوقع على ظاهر ما يحدث، لا نهتم بالباطن وعمقه، بل نفكر بما يأتي فقط، ولا نستوعب ما يحدث ونجهل الحقيقة بفكرنا وقرارنا عما وقع وحدث.

الحدث الذي لا يضعنا في المنتصف، ونرى ما يحدث أمامنا وخلفنا، يعد جهلا بواقع الشيء وافتراء بما حل بنا، نفسر الأمر بمجرد فكر استنتجناه بواقع ما حصل، ونتسرع في إطلاق الحكم عليه بسرعة فائقة جراء ما وقع، نطلق الخير حسبما ننظر إليه، وكذلك الحال في الحكم على الشر، الحدث هو غائب وقعه.فمثلا، قد نذهب لمدينة أخرى والمركبة التي نسير بها تتعطل دون سابق إنذار بل حدث بشكل مفاجئ، في المقابل، هي منعت عنا شر حادث مروري يسبقنا بعدة كليو مترات، نحن تأخرنا لكن لشيء ليس بيدنا ربما نستاء وقتها ونحزن، لأننا لم نصل في الوقت الذي ينبغي الوصول فيه، ولا نعلم ما الخير الذي قد حدث، قد نكتشف الخير لاحقا أو قد لا نكتشفه، لكن الله أنقذنا بإرادة منه، وكذلك الحال في اختياراتنا وقراراتنا، نحن ندعي أنها خير لنا ولكن الله يراها شرا، ثم يمنعنا منها لأنه اختار لنا الأفضل.لن نبني قرارتنا على ما نرى، ولن نقرر بالخطأ والصواب في الأمور الغيبية، ولن نلوم اختياراتنا الخارجة عن سيطرتنا، علينا عدم الاستعجال في أبدى ما نراه لأننا لا نعلم ما الخير الذي به، وحتى ما مقدار الشر الذي قد يحمله لنا.نحن غائبون عن الواقع الذي قد يقع لنا في المستقبل القريب والبعيد، ثم نتخذ الأمور كلها تحت ما نريد، وما نتمنى، وننسى حقيقة الواقع الحاصل وما الهدف والغاية منه.الخير هو اختيار واسع وعميق، نظن النظر فيه خيرا دون تمعن وتفكير، ثم نطلق أنفسنا أننا على حق، إلا أن إرادة الله وحكمته تغير هذا المبدأ، فلا يمكن دراسة الخير بمجرد النظر فقط دون التمعن والتفكير العميق، فكل شيء سيتضح مع مرور الأيام، ونكتشف أن اختياراتنا لا تناسبنا وقراراتنا لم تكن حلولا صحيحة.بيننا وبين ما نقع فيه علاقة طردية، كلما زاد الوصول ورغبة تحقيق الهدف حصل زيادة في الإخفاق والفشل والتراجع، فالمشكلة تزداد لدينا الرغبة الحقيقية مع حصيلة زيادة خيبة وخسارة جديدة؛ بسبب أننا نضع الحق معنا ونعتقد أن إصرارنا هو الصادق دون أن نسترخي ونفكر جانبا بشكل محايد وواضح حتى نحكم بطريقة مثالية، فالقرار غالبه نتخذه بسرعة ونريد تحقيق نسبة عالية منه، ليس خيرا لنا بل كان تحت مجهرية النظر لدينا، هو فعلا صحيح وحقيقي، ولكن هو عكس ما نعتقد ونظن.مع مواقف الحياة ومرور الوقت ستكتشف أن ما كنت تسعى إلى تحقيقه هو ليس خيرا لك، ولا يناسب حدود عقلك وقدرتك، ثم لا بد أن تعتاد على أنه سيتم متى ما أراد الله ذلك وحزت على توفيقه، المفاجآت القادمة لنا دون سابق إنذار ندعي أنها خير لنا، عندما نحصل بها على فرصة، وقد تكون هي مصدر شقاء وتعاسة لنا، الخطأ الذي نراه قرارا صحيحا، ويحدث فشل فيه وتراجع هو الشر الذي نعتقده جراء النظر لعدم تحقيقه؛ لكن سنكتشف فيما بعد أنه هو الخير الذي منع الله ذلك الشر به، وأنقذنا الله لطفا منه ورحمة لنا.إذن، تقديرك للأمور جراء النظر فقط هو مبدأ غير صحيح، يجب أن نعتاد على السعي وتحقيق الأهداف، فإذا أصبنا فهو توفيق من الله، وإذا أخفقنا بلا شك هو لطف منه ورحمة، تهيئ لنا فيما بعد طرقا سليمة ومناسبة لنا؛ لذا لا تتضجر وتقلق بل توكل على الله دائما وأبدا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان أسفل المقالة

إعلان متجاوب هنا

المتابعون

https://aishaalotibi.blogspot.com/. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Powered By Blogger

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *