تباين الإنسان و العلم - موقع الكاتبة عائشة العتيبي

أرشيف المدونة الإلكترونية

إعلان اعلى المقالة

إعلن هنــــا

السبت، 11 فبراير 2023

تباين الإنسان و العلم

 


هنا لقراءة المقال من صحيفة مكة

منذ النشأة الأولى عندما خلق الله الخلق، خلق الإنسان كائنا معقد التركيب والتصنيف، فعندما نذكر بأنه معقد لا يعني صعوبة خلقته وتصويره الدقيق، بل يعني تركيبه بيولوجيا والذي يكتسب تغييرا في سلوكياته وتصرفاته من بيئته التي يعيش بها، فمن المعقد والصعب جدا اكتشاف ما به وتحديد رغباته وتطوير أفكاره، تسلسلات مذهلة وتشابهات دقيقة وتراكيب معقدة هذا هو الإنسان نحتار في تصنيفه وقدرته وانطباعه وسلوكه واتجاهه ورغبته وطريقة تعامله في أساليب حياته ونظرته واهتماماته، فقد تراه متخبطا وتراه أخرى منضبطا.

ذكر الإنسان في محكم كتابه وأخبرنا الله بصفاته ومجمل معانية كيف أن الإنسان يخشى مالا تخشاه سائر الكائنات الحية الأخرى، وأن العقل هو أبرز وسيلة تتيح له التميز والفهم والإدراك وبمقابل أظهر لنا جانبا داخليا ننظر به في أسلوب التحكم على نفسه وسيطرته وكيف يتعامل مع ربه ومع من حوله، والآيات القرآنية تفسر وصفا دقيقا لهذا الكائن الذي ربما يخطئ في حق ربه ثم نفسه حيث وصفه في قوله تعالى (إن الإنسان لربه لكنود) يقال معنى «لكنود»: إن الإنسان لكفور لنعم ربه، والأرض الكنود: التي لا تنبت شيئا، هنا يصف الإنسان بالجحود وقد يكون عكس ذلك لكن الصفة العامة تتطلب منا التذكر والتمعن في فهم هذه الآية الكريمة، ثم يأتي لنا الإنسان في موضع آخر حيث يصفه الله تعالى في قوله: (إن الإنسان خلق هلوعا إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا) ذكر هنا هلوعا قال: ضجورا، ويقال: الهلوع: هو الجزوع الحريص، وهذا في أهل الشرك، وكذلك ففسر ابن جرير -رحمه الله- الهلع بشدة الجزع مع شدة الحرص والضجر.نحن قد نجزع من الصبر والتحمل ثم نلوم ونتضجر وفي ناحية أخرى قد نحرص على الحياة أكثر مما ينبغي وحين نصاب بالخيبة والفشل نستاء وننسى بأن ما أراده الله هو خير لنا والجميل بأن الإنسان المسلم سرعان ما يعود لعقله ومنهجية ربه بعد زوال ما أهمه، هذه الطبيعة العامة للإنسان ومن خلقه هو أجدر بفهمه وأقدر برحمته ثم بالتجاوز عنه أو معاقبته.لابد أن نكون قريبين من الله؛ لأنه هو من يفهمنا أكثر من فهمنا لأنفسنا، وهو من وضع تركيبته الفسيولوجيا والبيولوجيا ثم العلم، درس واستنتج طبيعية الإنسان وأظهر لنا قدرة خالق هذا المخلوق في تصوير دقيق وإحكام واضح وصنع مبهر وتفاصيل عميقة في هذا الكائن المعقد فسبحانه وتعالى عما يصفون، فالحياة ستكون أجمل حين نقترب منه والمصاب سيختفي عندما نتجه إليه والتوفيق سيلازمنا حين نتوكل عليه، أيا تجد نفسك بقوة وحياتك بخير واطمئنان فهذا تقدير من الله لك؛ لذا اثن عليه واشكره، فنحن دون رحمته ولطفه وأمانه لا نعرف ما هي الحياة الحقيقية.العلم يضعنا في تباين لدراسة الإنسان، فهذا مخلوق ذو تركيبة معقدة، ومن الصعب جدا فهمه ومعرفة توجهاته وصياغة أفكاره ومدى قدرة تحمله، أوجدنا الله ثم قدر لنا ما يتناسب مع قدرتنا ومدى تحملنا، العلم تباين لكل شيء فهو من يساعدنا على فهم الأشخاص من أمامنا وهو كذلك يساعدنا على فهم أنفسنا، العلم أوضح لنا مدى أننا لا نعلم شيئا إلا بقدر معلوم أوجده الله بنا؛ لذا العلم تباين في وصف تركيبة الإنسان، ثم أوضح لنا حقائق قد لا نفهمها لو لم يقدر الله لنا ذلك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان أسفل المقالة

إعلان متجاوب هنا

المتابعون

https://aishaalotibi.blogspot.com/. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Powered By Blogger

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *